وقفة مع أنفسنا بمناسبة اليوم الدولي للشباب
بمناسبة اليوم الدولي للشباب والذي أقرته الأمم المتحدة في الثاني عشر من كل عام من اب
فإن أهم ما ينبغي الإشارة إليه والتوقف عنده هو المدى الذي يمكن فيه الشباب أن يمارس السلوك الديمقراطي , في البيت والجامعة والعمل والشارع وأن ينخرط في العمل السياسي والاجتماعي التطوعي فاعلاً فيه لا منفعلاً منه. لذا فإن ظاهرة عزوفه عن المشاركة العامة إلا في حالات قليلة تستحق منا أن ننظر إليها بعين التمعن والمساهمة في إحداث التغيير في حياتهم وهذه المشاركة المتواضعة لا تتعدى أسماء في قيد وتسجيل الأحزاب رغم الجهود الحكومية التي يصرفها دولة رئيس الحكومة والوزراء المختصين في حوارات مع الشباب وهم طلبة الجامعات في الغالب والغريب ان دولة الرئيس وزملائه لم يفكروا في حوارات جادة مع الطلبة الخريجين أو الشباب الباحث عن عمل ولم يجده .
إن تجاهل طاقات الشباب والتعامل معها بوصفها نَزَقاً عابراً , ينبغي أن تقابل بقدر من المواجهة, واعني مواجهة السائد الذي يرى في الشباب مرحلة عمرية سرعان ما تنقضي في سن الأربعين . ولعمري أن هذه رؤية ممسوخة للشباب تغفل حاجاته وطاقاته التي تمور بين ثناياه.
وليس غريبا أن يكون معيار تقدم المجتمع مرتبطٌ عضويا بمدى مساهمة المجتمع والدولة على حد سواء على تحسين واقع الشباب ورفع سويتهم وما البطالة وعدم توفر فرص العمل في المجتمع إلا شلل لطاقات الشباب وهو ما سيجعل الشباب ذواتاً محبطة لا تثق بالمستقبل .
ان التحدي الذي يواجه شبابنا يتعلق بالكينونة المعنوية داخل حركة المجتمع فأما أن يكون هؤلاء الشباب أصحاب قرار مستقل ومحل اعتراف حقيقي أو لا يكون…. وبالتالي فان ما يبدو ملحاً أن نسعى كشركاء في العمل العام إلى منحهم الفرصة الكافية , والواجب يقتضي منا أن نكون مع هؤلاء الشباب في تطلعاتهم وأمالهم كما في ألامهم وأزماتهم وسيما أننا في زمن التحولات الكبرى في التكنولوجيا والمعرفة التي تمليها واقعها والتي عملت على إضفاء جانبا من سحنتها على الروابط المجتمعية في تفاصيلها الكثيرة.
كاظم الكفيري
رئيس جمعية حماية الأسرة والطفولة